التفقه في الدين والاندماج في أمة الإسلام عند القبائل العربية المجاورة للمدينة في العهد النبوي

Abstract

يعرض الباحث للقبائل العربية المجاورة للمدينة المنورة ، والتي أشار إليها القرآن الكريم كمزينة وجهينة وأسلم وغفار وأشجع ، فيتحدث عن مدى ارتباطها بالدعوة وتفاعلها مع مجريات أحداث السيرة ، مشيراً إلى أثر دخولها في دين الإسلام ، وما أحدث ذلك من تغيرات وتحولات دينية واجتماعية ، ثم تحدث عن مواطن هذه القبائل ، ونسبها وأصولها ، وعلاقتها الأمنية والاقتصادية بالمدينة قبل البعثة النبوية وبعدها ، وتاريخ دخول الإسلام لكل قبيلة ، وأثر صلح الحديبية في ذلك ، فبيَّن أن دخولهم في الإسلام كان مدعاة لطلبهم الفقه في الدين ، فانصرف بعضهم للعلم الشرعي ، حيث أدى التفقه في الدين إلى نتائج مهمة لم تقتصر على الجانب الديني والعلمي ، بل تعداه إلى الجانب السياسي ، وذلك بالاندماج ضمن جماعة المسلمين الناشئة في المدينة ، وتغليب مفهوم الأمة على مفهوم القبيلة ، وذلك بالتخلي عن الروح القبلية ، لصالح رابط العقيدة والإيمان مشيراً إلى أثر هذا الاندماج من خلال مشاركتهم في الأعمال القتالية أو الاستطلاعية في المعارك ، غير أن مسيرة هذه القبائل نحو الاندماج الكامل في الأمة لم تخل من بعض المظاهر السلبية التي قام بها بعض أفرادها ، مما أدى إلى بروز عدد من المعوقات ، ذكرها الباحث ، ثم أشار في النهاية إلى غلبة لواء الأمة الواحدة وانضواء الجميع تحته، حيث ضعفت مفاهيم القبلية وزالت لتحل محلها قيم الأمة الإسلامية الواحدة .