أحواش المدينة المنورة: مقاربة وصفية
Abstract
تتحدث هذه الدراسة عن الأحواش باعتبارها نمط من أنماط العمارة التقليدية في المدينة المنورة، حيث يقوم الباحث بتعريف الأحواش بالمفهوم العرفي المدني، فيُبين أنها عبارة عن سور يُحيط بمجموعة من المساكن المتجاورة إلى بعضها البعض ذات مدخل أو بدون منفذ ، فيشير الباحث إلى أن المدينة اشتهرت بعدد كبير من الأحواش زاد عددها عن 74 حوشاً ، مما جعلها تُعطي للمدينة خاصية لم تتوافر في العديد من المدن العربية الأخرى لسببين هما : صغر حجم المدينة ، ومكانة المدينة بين بقية مدن العالم الإسلامي ، وما تتطلبه الظروف من توفير عوامل الأمن لأهل المدينة في ذلك الوقت ، فأضفت على المدينة طابع اجتماعي خاص ، فكانت ملتقى للعلاقات الاجتماعية ، وميداناً للأطفال لممارسة أنشطتهم وألعابهم ، ثم تحدث الباحث عن الناحية التنظيمية والإدارية ، للأحواش فبيَّن أن لكل حوش عمدة يكون من أكبر أهل الحوش سناً ، مهمته الحفاظ على النساء والأطفال في الحوش أثناء غياب الرجال ، وهو يتمتع باحترام وتقدير لجهوده في ذلك ، كما وشكلت الأحواش إيجابية اقتصادية ففي داخلها تقام الاحتفالات ومآتم العزاء وغيرها من المناسبات بمشاركة بقية السكان ، بالإضافة إلى ذلك فقد شكَّلت الأحواش قيمة اجتماعية وثقافية من خلال الترابط الذي أقامته بين ساكنيها ، فشكَّلت بيئة اجتماعية قائمة بذاتها ، وممن اهتم بذكر أحواش المدينة ، الأديب محمد حسين زيدان ، وأشار إليها الرحالة الألماني بيركهارت ، وتكلم عنها الدكتور عبد العزيز الكعكي في بحث بعنوان ( البيوت التقليدية في المدينة المنورة ) ، غير أن زيدان كان ممن تعمق في نقل طقوس هذه الأحواش ، وطبيعة الأجناس التي تسكنها ، وحاول أن يفهم أبعادها ، وفي الأخير بيَّن الباحث إلى أنه لم يؤلف كتاب عن المدينة من قبل الكتاب المعاصرين يستوعب حقيقة الأحواش والقيم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تحقق من خلالها .
تاريخ نشر العدد: جمادى الآخرة - 1426هـ،
موضع البحث: ص 155 - 178