أسوار المدينة المنورة في التاريخ
Abstract
قدم الباحث في هذه الدراسة عرضاً تاريخياً لسور المدينة ، وما لحقه من تغييرات كثيرة عبر التاريخ ، وصولاً إلى أيامنا هذه ، فبين أن أول سورٍ أُقيم حول المدينة هو في الفترة الممتدة من سنة 362 -372هـ ، إلا إنه لم يرد لنا وصف واف لهذا السور في تلك الفترة ، غير أن ما تعرض له من هدم بعد ذلك ، دفع العديد من الولاة والحكام إلى إعادة بنائه وتجديده ، طوال المراحل التاريخية المختلفة ، إذ أورد العديد من الرحالة عمليات بناء وتجديد في السور في العهد البويهي ، والزنكي ، والأيوبي ، والمملوكي ، وأما في العهد العثماني فقد تعرض السور لبعض الهدم ، فأمر السلطان العثماني سليمان القانوني بإعادة بنائه وفق معايير مختلفة، وبإنفاق مالي ضخم ، وظل السلاطين العثمانيون يُحافظون على هذا السور ، إلى أن تعرض لبعض الهدم فأعاد ترميمه محمد علي باشا ، وفي الفترة الممتدة ما بين عامي 1334-1337هـ، أقام فخري باشا القائد العسكر على المدينة ، سوراً حول محطة اللاسلكي ( الترسيس) الواقعة على شارع العيون شمال المدينة ، ثم أنشأ سوراً آخر ربط ما بين المحطة وسور المدينة ، وبعد هذا العرض التاريخي للسور يتبين لنا أن المدينة عاشت فترة ً طويلة ًفي داخل الأسوار إلى أن دخلت في كنف الدولة السعودية سنة 1344هـ/ 1925م، حيث استتب الأمن وازداد عدد سكانها ، وتضاعفت مساحتها ، فتم هدم السور في عام 1370هـ/1950 م، ولم يبق منه إلا أجزاء من الباب المصري ، فتم إزالتها نهائياً في السنوات اللاحقة ، وقد قامت أمانة المدينة مؤخراً ببناء نموذج لبوابة الباب المصري ، عند تقاطع الدائري الثاني مع طريق الهجرة بهدف إحياء المعالم التراثية والمعمارية في المدينة المنورة .
تاريخ نشر العدد: ربيع الآخر - 1426هـ،
موضع البحث: ص 57 - 70