حوار حول مناهج تدوين السيرة النبوية - القسم الأول
Date
2005-05Author
الخالد, زهير إبراهيم
Abstract
إن ما أدلى به الدكتور عبد الله الرحيلي في بحثه الذي نشرته مجلة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة بعنوان ( مناهج تدوين السيرة النبوية) ، والذي رفض فيه الأخذ بالحديث الضعيف مطلقاً ، كان هو الدافع الرئيسي عند الباحث لكتابة هذا البحث ، حيث وجد في بحث الرحيلي رأياً مخالفاً لمنهج المحدثين في التعامل مع هذا النوع من الأحاديث ، فقبل البدء بالرد قام بعرض خلاصة موجزة للمنهج الصحيح والراجح للتعامل مع الحديث الضعيف ، مع الإشارة إلى الشروط والضوابط التي وضعها أهل العلم للعمل به ، ذاكراً لأقوال أهل العلم في هذا الجانب ، ومبيناً لمكانة كتب السيرة المختصة ، وخصائص هذا العلم ومصادره ، وحتمية الأخذ باختصاص الرواة عند التعامل مع الأسانيد ، ثم بدأ بمحاورة الدكتور عبد الله فيما ذكره من آراء واتجاهات ، فبيَّن الاتجاهات التي سار عليها وموقفه منها ، مبيناً أخطاء المنهج الذي يأخذ بالصحيح فقط ، وترك كل ما عداه ، مما ينعكس على تسلسل أحداث السيرة وانقطاعها في كثير من الأحيان ، ثم عرض لبعض الروايات التي تعامل معها درسوها وفق طريقة الرحيلي ، فبيَّن خطأ هذا المنهج ، من خلال أمثلة عند الشيخ الألباني رحمه الله ، والدكتور أكرم العمري ، والدكتور محمد الطرهوني ، وفي الأخير خلص الباحث إلى أن كتابة السيرة ، لا يمكن أن تقتصر على دراسة المختصين بالحديث كما ذهب الدكتور عبد الله الرحيلي ، بل ينبغي أن يجتمع لها فريق من الباحثين ، بعضهم متخصص بالحديث ، وبعضهم متخصص بالسيرة ، يعملون كفريق واحد ، مع ضرورة معرفة بعضهم بعلوم القرآن ، وتاريخ الأمم قبل الإسلام ، كما ينبغي امتلاكهم لمفاهيم إسلامية راسخة ، ومنبثقة من الكتاب والسنة وفق منهج سلف الأمة ، حتى نحصِّل الفائدة المرجوة من السيرة ، ونرد على شبهات المشككين والمغرضين من المستشرقين وغيرهم.
تاريخ نشر العدد: ربيع الآخر - 1426هـ،
موضع البحث: ص 9 - 56