مناهج تدوين السيرة النبوية
Abstract
يعرض الباحث لاختلاف مناهج الباحثين في السيرة النبوية ، وخاصة ً فيما يتعلق بنقلها وتدوينها ، فبيَّن أن من الباحثين من يرى الجمع لكل ما يُروى ، دون النظر للثابت وغير الثابت وهذا هو الغالب على أُلف فيها ، ومنهم من دعا إلى الأخذ بمنهج المحدثين واعتماد الصحيح فقط ، ولعل د أكرم العمري ومحمد الطرهوني يدخلان في هذا الاتجاه من جهة معينة ، ومنهم من دعا إلى الأخذ بمنهج المحدثين في نقد الروايات مع تسامح كبير من حيث المبدأ وممن يمثل هذا الاتجاه د أكرم العمري في كتابه السيرة النبوية الصحيحة ، ومنهم من حرص على التثبت ولكن دون منهج واضح معتمداً على المصادر الموثوقة ، بدلاً من الروايات الموثوقة ، وممن يُمثل هذا التوجه د مهدي رزق الله أحمد في كتابه ( السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية دراسة تحليلية ) ، ومنهم من أعرض عن منهج المحدثين في نقد الروايات ، واختار النظر العقلي في مضمون الروايات في ضوء القرآن الكريم والفهم العام للأحكام الشريعة ، مع رفضٍ لبعض الأحاديث الصحيحة إن تعارضت مع فهمه لها ، فمثَّل هذا الاتجاه د محمد الغزالي في كتابه فقه السيرة النبوية ، وقد عدد الباحث هذه الاتجاهات وشرحها من خلال النقل عمن اعتبره يُمثلها ، فقام بنقل نصوص من كتبهم ، وعرض لمناهجهم ، ثم عمل على نقدها وإيضاح خطئها من وجهة نظره ، ليُثبت في الأخير أن المنهج الأصح والأسلم لدراسة السيرة النبوية ، هو منهج المحدثين ، دون غيره من المناهج لكونه الحافظ لهذه السيرة ، من أن يعبث بها أهل الأهواء ، أو يُدخلوا فيها ما ليس منها ، معترفاً بصعوبته ، وضرورة بذل الجهود في سبيل تحقيقه .
تاريخ نشر العدد: ذو الحجة - 1425هـ،
موضع البحث: ص 9 - 44