دراسة أدبية لحديث نبوي شريف
Abstract
إن التعبير الفني الجميل للأحاديث النبوية ، جعلها تجمع بين شرف المعنى وروعة البيان ، مما أضاف إلى مكانتها التشريعية الخالدة ، مكانة أدبية عالية ، تتكشف دلالاتها المعنوية العجيبة كلما نظرنا إليها ، ، ولذلك فقد اختار الباحث حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يُشبِّه فيه المؤمنين بالجسد الواحد ، وهو حديث النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «مثل الْمُؤمنِينَ فِي توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الْجَسَد إِذا اشْتَكَى مِنْهُ عضوٌ تداعى لَهُ سَائِر الْجَسَد بالسهر والحمى» فتتبع دلالاته المعنوية القريبة والبعيدة ، ونظر في سياقاته الجمالية ، لعله يصل إلى بعض عطاءاته ، فوجد أنه يُثير قضيتين هامتين ، هما قضية اللغة ، وقضية التمثيل ، ففي قضية اللغة ، قام بشرح دلالة ومعاني الألفاظ الواردة في الحديث كقوله مثل ، ومن ألف المشاركة ( المفاعلة) في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، ثم شرع في شرح معنى التواد ، والتراحم ، والتعاطف ، ودلالتها من الحديث ، وأبعاد معناها وفهمها في السياق العام للحديث، كما وقام ببيان المعنى اللغوي لفعل اشتكى ، وتداعى ، ومعنى السهر ، ومعنى الحمى ، ودلالاتها في السياق ، ودورها في توضيح المعنى العام لها في فهم مقاصد الحديث ، وأحكامه الفقهية والأخلاقية ، ثم انتقل إلى قضية التمثيل ، فشرح معنى التمثيل ، ومدى وروده في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، والفرق بينه وبين التشبيه ،وأثر هذا التمثيل في فهم القضايا المراد طرحها من هذا الحديث ، وأبعادها على الفرد والأمة ، وعلاقة الجسد ومكوناته بهذا التمثيل ، في صورة أدبية وعلمية وفنية رائعة .
تاريخ نشر العدد: ربيع الأول- 1425هـ،
موضع البحث: ص 223 - 248