حامية المدينة وثورة الشريف حسين
الخلاصة
يقوم هذا البحث على دراسة الأحداث التي شهدتها المدينة بعد انضمام الدولة العثمانية إلى الحرب العالمية الأولى، وإعلان الشريف حسين ثورته في الحجاز ، حيث بقيت المدينة صامدة بقيادة القائد العثماني فخري باشا عدة شهور ، حتى بعد استسلام الدولة العثمانية في أواخر سنة 1337هـ / 1918م ، الأمر الذي دفع الباحثة لدراسة هذه الحقبة المهمة من تاريخ المدينة المنورة ، فقامت بعرض هذا الموضوع ، وتوسعت في دراسته ، متبعةً التسلسل التاريخي للأحداث ، فتحدثت عن سير المعارك حول المدينة ، وموقف الأطراف المتنازعة حولها ، مبينة ًً إجراءات كل طرف تجاهها ، وما حصل من تدخلات بريطانية وعربية وإقليمية محيطة في مجريات الأحداث ، فأوضحت موقف كل طرف ، وبينت كيفية مواجهته للأحداث المتسارعة في تلك الفترة ، موضحةً أثر تدخله على المعارك ، وعلى الأوضاع داخل المدينة ، كمعارك السكك الحديدية ، والدعم البريطاني لها ، وتدخل ابن رشيد لدعم العثمانيين ، وانعكاس هذا الدعم عليهم ، كما وشرحت موقف السلطات العثمانية ، ونظرتهم لهذه الأوضاع ، والسياسات التي اعتمدوا عليها في سبيل ترجيح كفة المعارك ، لتصل بعد ذلك إلى الهزيمة التي مُني بها العثمانيون ، وما نتج عنها من معاهدات واتفاقيات بينهم وبين الحلفاء ، واصفةً التسليم العثماني للمدينة بقيادة فخري باشا ، وما رافقه من أحداث ووقائع شكَّلت تاريخاً محفوراً في ذاكرة المدينة وأهلها , وهي في عرضها للأحداث كانت تسعى دوماً إلى التحليل والربط بين ما تشهده المدينة ، وما يدور من وقائع ومستجدات على الساحة الدولية والإقليمية ، حيث استطاعت الباحثة أن تُجيب عن كثير من الأسئلة المتعلقة بتلك الحقة ، فذكرت آراء المؤرخين والباحثين في الأسباب التي أدت إلى تأخر قوات الشريف حسين بالسيطرة على المدينة المنورة وهذا ما حاولت الإجابة عليه في الأخير، وبالعموم البحث يمتاز بعرضه التاريخي الجميل والشيِّق .
تاريخ نشر العدد: جمادى الآخرة - 1424هـ،
موضع البحث: ص 19 - 64