النشاط الطبي المصري بالحجاز خلال فترة حكم الملك عبد العزيز ( 1343-1373هـ/ 1924-1953م)

Abstract

تكشف هذه الدارسة عن النشاط الطبي المصري بالحجاز في عهد الملك عبد العزيز من خلال دراسة الوثائق والمراسلات المصرية ، التي استطاع الباحث الحصول على خمسين وثيقة مصرية ، متعلقة بالجانب الطبي عبارة عن مراسلات بين الهيئة الملكية المصرية بجدة والهيئات الطبية المصرية العاملة في الحجاز ومع الوزارات المصرية المعنية ، مثل الأوقاف ، الصحة وغيرها ، حيث قام الباحث بدراستها من خلال هذه الدراسة التي قسَّمها أربعة أقسام ، تناول في القسم الأول المؤسسات الطبية المصرية التي كانت تعمل في الحجاز ، وطبيعة عملها، والمدة الزمنية لها ، فبيَّن أنها خمس مؤسسات طبية مصرية ثلاث عيادات طبية كانت موجودة في مكة المكرمة والمدينة المنورة تديرها التكيات الصوفية المصرية ، وثالثة كانت في جدة تديرها الهيئة الملكية المصرية ، بالإضافة إلى البعثات الطبية المصرية خلال مواسم الحج ، ومحجر الطور، وتناول في القسم الثاني الخدمات الطبية لعلاج المصريين وغيرهم من المرضى ، والتي قدمتها العيادات الثلاث إلى جانب البعثات الطبية المصرية خلال فترة الحج ، وعمل محجر الطور ، فأشار إلى عملهم على تقديم الإسعافات الأولية ، وتوزيع الأدوية للمرضى ، والإجراءات الجراحية البسيطة وغير المعقدة ، والجهود الاستثنائية في وقت انتشار الأوبئة ، ثم خصص القسم الثالث للحديث عن الموقف السعودي من الأنشطة الطبية المصرية في الحجاز والمواقف الإيجابية للملك عبد العزيز في دعم العيادات ، والترحيب بعمل الفرق الطبية المصاحبة للحج، أما بالنسبة لمحجر الطور ، فقد أشار الباحث إلى أن الإدارة السعودية كانت ترى في عمله تدخلاً في الشؤون الداخلية للدولة ، وأما القسم الرابع فتناول فيه الباحث معوقات النشاط الطبي المصري في الحجاز ، مثل المشاجرات بين العاملين في العيادات ، وعدم التنسيق مع الهيئة المصرية ، وعدم تلبية معظم احتياجات الحجاج خلال موسم الحج ، بالإضافة إلى تأثير الموقف السياسي المصري تجاه الدولة السعودية الفتية، وفي الختام خلص الباحث إلى أهمية هذه البحوث ، وضرورة البحث في الموضوعات الأخرى المتعلقة بالحجاز من خلال الوثائق المصرية.