الحياة السياسية والاقتصادية بالمدينة المنورة في رحلة بيركهارت عام 1230هـ

Abstract

قام الباحث بتتبع الحياة الاقتصادية والسياسية للمدينة المنورة من خلال رحلة بيركهارت في عام 1230 هـ (1815 م) ، والتي رصد فيها الحياة في المدينة بين عهدين ، العهد العثماني ممثلاً بمحمد على باشا وحملاته ، والعهد السعودي في الدولة الأولى ، حيث أجرى بعض المقارنات بين هاتين الفترتين وتأثيرهما على حياة سكان المدينة المنورة ، راصداً لبعض تفصيلات الحياة السياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، مدعماً ذلك بالاستنتاجات والتحليلات التي غابت عن كثير من الرحالة الذين زاروا المدينة ، ونظراً لما تتمتع به هذه الرحلة من أهمية في نقل صورة الحياة السياسية والاقتصادية بالمدينة في تلك الفترة ، فقد قام الباحث برصد هذه الصورة ، والتعليق على مدى مصداقيتها ، ودقة عرضها ووصفها ، فبدأ بالتعريف بالرحالة وابتداء رحلته ، ثم انتقل إلى الحياة السياسية عارضاً لكافة التحولات التي شهدتها المدينة في تلك الفترة ، فتحدث عن التغييرات والتحولات السياسية من العثمانيين إلى السعوديين ، ليكشف بعدها عن التحولات السياسية بعد العهد السعودي ، وما وقع من تغييرات في ظله وبعد سقوطه في كافة الجوانب السياسية ، ثم انتقل بعد ذلك للحديث عن الحياة الاقتصادية، فتحدث عن صفات الحياة الاقتصادية ، وطبيعة الحركة فيها ، فتكلم عن الزراعة والتجارة والصناعة ، واصفاً هذه القطاعات ، ومسلطاً الضوء على النقاط الإيجابية والسلبية فيها، ومقترحاً وسائل لتحسينها كما وتحدث عن الموارد الدينية مثل التبرعات وعوائد الأوقاف وخدمات الحجاج ، وقد أشار الباحث بأن بيركهارت يمتاز بكونه دقيقًا في وصفه، وبارعًا في تحليل الأوضاع الاقتصادية والسياسية ،باستثناء أنه أظهر تحيزًا خاصًا تجاه بعض المعتقدات الدينية أحياناً.