المدينة المنورة في النص الرِّحلي: مستوياته وأبعاده
التاريخ
2005-08المؤلف
مؤذن, عبد الرحيم
الخلاصة
تقوم هذه الدراسة على فهم طبيعة النص الرحلي ، حيث قام الباحث بدراسة النصوص الرحلية التي كُتبت عن المدينة ، محاولاً ربطها بطبيعة المدينة المقدسة وما تحتويه من معالم روحية سامية ، فبدأ بدراسة مستويات المكان المقدس ، فأشار إلى اسم المكان بمرادفاته المختلفة ، وأثر الغنى الاسمي والدلالي للمدينة على استخدامات الرحالة لهذه الأسماء ، ثم تحدث عن المكان التاريخي الذي يبدأ من قدوم النبي إلى هذا المكان الطاهر ، فعرض لمكوناته المكانية التاريخية ، فتحدث عن العمران المتجلي بأحلى صوره في المسجد النبوي وما يحتويه من معالم مهمة ، ثم انتقل للحديث عن تصوير النص الرحلي في سرده للمكان سرداً مصوراً سواء كان سرداً تشكيلياً أو سرداً فوترغرافياً ، فبين كل واحد منهما ، من خلال الحديث عن الصورة المرسومة والصورة الفوتوغرافية ، والصورة الأدبية ، ثم تحول إلى الحديث عن المكان المعرفي بالتأكيد على أهداف الرحلة من خلال المعرفة التي تُقدمها ، حيث يحرص الرحالة على إعادة المعلومات التي تتعلق بالمناسك والزيارة ، وما يتلقاه من معارف من قبل علماء المدينة ، فتتحول المدينة إلى مكان معرفي ، وأما المكان الحكائي الذي تُمثله المدينة فهو من خلال أساليب السرد والوصف ودور الأشخاص في صنع الأحداث ، مع الإشارة لأبعادهم التاريخية والحضارية والإنسانية ، حيث يحكي الرحالة كل ما يجدونه خلال رحلتهم البرية أو البحرية ، وأما المكان النصي فهو من خلال تحويل النص الرحلي هذا المكان ، إلى مكان نصي مع مراعاة اختلاف التجربة الفردية لكل مرتحل على حدة ، فتتحول الرحلات إلى حوار ثري بين التجارب والمواقف ، كما وبرز المكان الأدبي من خلال النظم الشعري الذي تفجر في المتن الرحلي ، بواسطة قرائح فطرية وإحساسات عفوية فجرها المكان الطاهر بكل مكوناته المقدسة ، أما المكان المعماري فهو يقوم على المعمار النبوي القائم على ركائز الفضائل وقوائم الأخلاق ، كما وأشار إلى المكان العتبة ، أي العتبة الفاصلة بين ما قبل المقدس وما بعده ، فجعل العتبة قسمين: عتبة مادية تفصل بين وطن الرحالة وبين المقدس أرض الحجاز ، وعتبة رمزية تفصل بين السنة والبدعة الكفر والإيمان الحرب والسلم القوة والضعف.
تاريخ نشر العدد: جمادى الآخرة - 1426هـ،
موضع البحث: ص 13 - 42